(٨٠)… قال ابن كثير :"ومن هنا ينبغي لحامل القرآن أ، يكون في أفعاله وأقواله على السداد والرشاد".
(٨١)… قال مجاهد من طريق الأعمش :"ما كان في القرآن (قتل الإنسان) أو فعل بالإنسان، فإنما عنى به الكافر". وقال الطاهر بن عاشور (٣٠ : ٣٢٦) "الغالب في إطلاق لفظ الإنسان، في القرآن النازل بمكة ؛ كقوله :﴿إن الإنسان ليطغى﴾ [العلق : ٦]، ﴿أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه﴾ [القيامة : ٣]...".
(٨٢)…عبر المفسرون عن معنى "قتل" : لعن، وهو تفسير بالمعنى ؛ لأن من دعاء عليه الله بالقتل، فقد طرده من رحمته، وهو معنى اللعن. (انظر : تفسير ابن عطية لقوله :﴿قتل أصحاب الأخدود﴾ [البروج : ٤] ويحسن الوقف في هذه الجملة على "الإنسان"، والاستئناف بما بعدها، لبيان المعنى فيهما.
(٨٣)… هذا التفسير على أن "ما" تعجبية، وقد جعلها بعض المفسرين استفهامية، ويكون تقدير الكلام : أي شيء جعله يكفر. ، والتعجب - فيما يظهر - أبلغ في هذا المقام، وهو أنسب في بيان شدة كفر هذا الكافر، والله أعلم.
…ويكون الخلاف من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى، وسببه : الاشتراك اللغوي، والله أعلم.
(٨٤)… السبيل في اللغة : الطريق، وقد اختلف السلف في المراد بهذا السبيل في الآية، على قولين :
…الأول : السبيل : طريق خروجه من بطن أمه، وهو قول ابن عباس من طريق العوفي، وأبي صالح من طريق إسماعيل، والسدي من طريق سفيان، وقتادة من طريق معمر وسعيد، وهذا القول يناسب السياق.
…الثاني : السبيل : طريق الحق والباطل، بيناه وأعلمناه، وهو قول مجاهد من طريق منصور وابن أبي نجيح، وجعل الآية نظير قوله تعالى :﴿إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا﴾ [الإنسان : ٣]، وقول الحسن من طريق قتادة، وعبر عنه ابن زيد، بقوله :"والسبيل : سبيل الإسلام"، وهذا القول محمول على نظير له في القرآن.


الصفحة التالية
Icon