(٨٧)… قال مجاهد من طريق ابن أبي نجيح :"لا يقضي أحد أبداً ما افترض عليه". وهو بهذا يجعل الضمير في "يقض" عاماً للكافر والمؤمن، ويكون المؤمن على قوله هذا داخلاً في معنى هذه الآية، وهذا القول صحيح في التفسير ؛ لأن الآية - وإن كانت نازلة في الكافر - تصدق على المؤمن قياساً، والله أعلم.
(٨٨)… الخطاب هنا للكافر، وهو إن كان نازلاً فيه أولاً، فإنه لا يعني أنه مختص به، بل يدخل معه غيره؛ لأن الاعتبار مطلوب منه ومن المؤمن، والله أعلم.
(٨٩)… قال مجاهد :"قوله :"فلينظر الإنسان إلى طعامه} : آية لهم ".
(٩٠)… فرئ :"إنا" على الاستئناف ؛ أي أنه استأنف الخبر مبيناً الأحوال التي يمر بها الطعام، ، والقراءة الأخرى "أنا على البدل، وهو بدل اشتمال، وهذا يعني أن الأحوال المذكورة التي يمر بها الطعام، هي محل النظر والاعتبار، والله أعلم.
(٩١)… وردت عبارة السلف عن القضب كالآتي : عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة : الفصفصة، وعن قتادة من طريق سعيد : الفصافص، وعن الضحاك من طريق عبيد : الرطبة، وعن الحسن من طريق يونس : العلف.
…وقال ابن جرير : يعني بالقضب : الرطبة، وأهل مكة يسمون القت : القضب.
…وهذا يعني أن القضب له أكثر من مسمى، فعبر عنه كل واحد منهم بأحد أسمائه، وهي : العلف، والرطبة، والقت، وهو البرسيم كذلك.
…وأن حمل تفسير السلف على المثال لا التعيين في هذا الوضع، فإن القضب يطلق على ما يقضب من النبات ؛ أي ك يقطع ثم ينمو، ويشمل ذلك أصنافاً كثيرة تشبه العلف في هذا الوصف ؛ كالجبرجير والكراث والنعناع، وغيرها، والله أعلم.
(٩٢)… قال أبو جعفر الطبري : وقوله :﴿غلبا﴾ ؛ يعني : غلاظاً، ويعني بقوله :﴿غلبا﴾ : أشجاراً في بساتين غلاظ... وبنحو الذي قلنا قال أهل التأويل، على اختلاف منهم في البيان عنه ". ثم ذكر الرواية عن السلف كالآتي :


الصفحة التالية
Icon