…٦- عدد الله في هذه الآيات نعمة الكونية على الناس، والتي لو تفكر فيها هؤلاء الكفار، لما وقع منهم اختلاف في النبأ العظيم الذي جاءهم من عند الله، فقال تعالى :﴿ألم نجعل الأرض مهدا﴾، وهو استفهام على سبيل التقرير، معناه : أن الله جعل هذه الأرض البسيطة مهيئة للناس كالمهاد الذي يمتهدونه ويفترشونه.
…٧- قوله تعالى :﴿والجبال أوتادا﴾ ؛ أي : وجعلنا الجبال الراسيات كالوتد الذي تشد به أطناب الخيمة، فتمسك الأرض كي لا تميد بأهلها كما تمسك الأوتاد الخيمة فلا تسقط.
٨- قوله تعالى :﴿وخلقناكم أزواجاً﴾ ؛ أي : أنشأناكم وقدرناكم وجعلناكم أيها الناس من ذكر وأنثى.
٩- قوله تعالى :﴿وجعلنا نومكم سباتا﴾ ؛ أي : جعلنا نومكن راحة ودعة لكم، تهدأون به وتسكنون(١٠).
١٠- قوله تعالى :﴿وجعلنا الليل لباسا﴾ ؛ أي : جعلناه يغشاكم بظلامه، فيكون لكم كاللباس الذي سيتركم(١١)، فتستريحون فيه بعد عناء التقلب في النهار.
١١- قوله تعالى :﴿وجعلنا النهار معاشا﴾ ؛ أي : جعلنا لكم النهار المبصر وقتاً للتعيش ؛ أي : طلب المعاش الذي تقوم به حياتكم.
١٢- قوله تعالى :﴿وبنينا فوقكم سبعا شدادا ﴾، أي : رفعنا فوقكم بناء : سبع سماوات محكمة قوية البنيان، ليس فيهافطور، ولا خلل في الخلق.
١٣- قوله تعالى :﴿وجعلنا سراجا وهاجا﴾ ؛ أي : جعلنا في السماء الشمس كالسراج المتقد المضيء.
١٤- قوله تعالى :﴿وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا﴾ ؛ أي : أنزلنا من السحاب(١٢) مطراً غزيراً.
١٥- قوله تعالى :﴿لنخرج به حبا ونباتا﴾ أي : أنزلنا المطر من السحاب لأجل أن نخرج الحب، وهو شامل الجميع الحبوب ؛ كالقمح والشعير والأرز، وغيرهما، ونخرج النبات، وهو ما عدا الحبوب مما ينبت في الأرض ؛ كالنخيل والرمان والأعناب، وغيرها.
١٦- قوله تعالى ﴿وجنات ألفافا﴾(١٣) ؛ أي : ونخرج بالمطر البساتين(١٤) التي التفت أغصان أشجارها بعضها على بعض(١٥).