(٢٥١)… قال الطبري :"وقوله :﴿وإن لنا للآخرة والأولى﴾ يقول : وإن لنا ملك ما في الدنيا والآخرة، نعطي منها من أردنا من خلقنا، ونحرمه من شئنا.
…وإنما عنى بذلك - جل ثناؤه - أنه يوفق لطاعته من أحب من خلقه، فيكرمه بها في الدنيا، ويهيء له الكرامة والثواب في الآخرة، ويخذل من يشاء خذلانه من خلقه عن طاعته، فيهينه بمعصيته في الدنيا، ويخزيه بعقوبته عليها في الآخرة ".
(٢٥٢)… قيل : نزلت هذه الآيات في أبي بكر، ورد ذلك عن عبد الله من طريق ابن عامر، وقتادة من طريق سعيد، قال ابن كثير :"وقد ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حتى إن بعضهم حكى الإجماع من المفسرين على ذلك، ولا شك أنه داخل فيها، وأولى الأمة بعمومها، فإن لفظها لفظ العموم، وهو قوله تعالى :﴿وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى﴾، ولكنه مقدم الأمة وسابقهم في جميع هذا الأوصاف، وسائر الأوصاف الحميدة... ".
(٢٥٣)… سبق ذكر الخلاف في الضحى عند أول سورة الشمس.
(٢٥٤)… اختلف السلف في تفسير سجى على أقوال :
…الأول : إذا استوى وسكن، وهو قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد، والضحاك من طري عبيد، وابن زيد.
…الثاني : إذا أقبل، وهو قول ابن عباس من طريق العوفي، والحسن من طريق معمر.
…والثالث : إذا ذهب، وهو قول ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة.
…قال الطبري :"وأولى الأقوال بالصواب عندي في ذلك، قول من قال : معناه : والليل إذا سكن بأهله، وثبت بظلامه ؛ كما يقال : بحر ساج : إذا كان سكاناً، ومنه قول أعشى بني ثعلبة :
…فما ذنبنا إن جاش بحر ابن عمكم …وبحرك ساج ما يواري الدعامصا
وقول الراجز :
………يا حبذا القمراء والليل الساج
………وطرق مثل ملاء النساج "