…وورد عن ابن عباس من طريق العوفي :"شبابه أول ما نشأ"، ومن طريق عكرمة :"خلق كل شيء منكبا على وجهه إلا الإنسان"، وعن عكرمة من طريق الحكم :"الشاب القوي الجلد"، ويمكن أن تكون هذه أمثلة لأعدل الخلق، فتكون داخلة في قول الجمهور، وعلى العموم، فإن تفسير السلف متجه إلى أن أحسن تقويم هو الصورة الجسدية في خلق الإنسان.
(٢٦٧)…اختلف تفسير السلف لأسفل سافلين على أقوال :
١- رددناه إلى أرذل العمر، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق عكرمة وأب رزين والعوفي، وعكرمة من طريق أبي رجاء والحكم، وإبراهيم النخعي من طريق حماد، وقتادة من طريق معمر وسعيد.
٢- في شر صورة، في صورة خنزير، ورد ذلك عن أبي العالية من طريق الربيع بن أنس.
واختار ابن جرير أن أسفل سافلين : أرذل العمر، واحتج لذلك.
وسيأتي عند الاستثناء في قوله تعالى :﴿إلا الذين آمنوا...﴾ تتمة نقاش لهذا الاختلاف.
(٢٦٨)…اختلف السلف في تفسير هذه الجملة بناء على اختلافهم في سابقتها، ولهم في ذلك أقوال :
١- أن الذين آمنوا إذا هرموا يكتب لهم ما كانوا يعملونه في حال الصحة وهذا تفسير ابن عباس من طريق عكرمة والعوفي، وإبراهيم النخعي من طريق حماد، وقتادة من طريق معمر.
٢- وفسر بعضهم : أنهم لا يؤاخذون بما عملوا في حال الهرم، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق أبي رزين، وعكرمة من طريق أبي رجاء والحكم.
٣- ورد عن مجاهد والحسن : إلا الذين آمنوا لا يردون إلى النار.
وقد ناقش ابن القيم هذه الأقوال، واختار أن أسفل سافلين : النار، وأطال في هذا، أنا أنقله لك بطوله لفائدته، والله الموفق.
قال ابن القيم " ثم لما كان الناس في الإجابة لهذه الدعوة فريقين : منهم من أجاب، ومنهم من أبى، وذكر حال الفريقين، فذكر حال الأكثرين، وهم المردودون إلى أسفل سافلين، والصحيح أنه النار، قال مجاهد والحسن وأبو العالية. ……………… =


الصفحة التالية
Icon