وقد اعتمدت في الوارد عن السلف في التفسير، على تفسير الإمام ابن جرير الطبري (ت : ٣١٠)، وإن نقلت عن غيره أفصحت عن ذلك، وإن كان موطن التفسير في الآية من السورة المفسرة، لم أذكر الجزء ولا الصفحة ؛ لسهولة الرجوع إليها، وإن كان في غير موطن الآية ذكرتهما.
كما حرصت على نقل ترجيحاته وتعليقاته على أقوال المفسرين، لما فيها من الفوائد في قواعد الترجيح وضوابطها، وبيان المفردات اللغوية وشواهدها، وغير ذلك مما لا يخفى على من قرأ ترجيحاته وتعليقاته التفسيرية.
ورجعت إلى بعض التفاسير، ولم أكثر، لعدم حاجة المنهج الذي سلكته في هذا التفسير، فرجعت إلى دقائق التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن تيمية (ت : ٧٢٨)، وتفسير ابن القيم (ت: ٧٥١) في كتابه التباين في أقسام القرآن، وغيرها من كتبه، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (ت: ٧٧٤)، والتحرير والتنوير للطاهر بن عاشور (ت: ١٣٩٣).
وقبل أن أشرع في التفسير، سأذكر بعض ما يسمر في هذا البحث من المسائل المتعلقة بالتفسير وأصوله، والله المستعان.
المسألة الأولى : مفهوم التفسير :
التفسير في اللغة : الإيضاح والكشف والبيان، ومنه : فسر عن ذراعه : إذا كشفها.
أما في الاصطلاح، فله عدة تعاريف عند العلماء، وكثير منها يدخل فيه بعض علوم القرآن على سبيل الوصف لهذا العلم، لا بيان الحد المطابق الذي قد يتعذر في تعريف بعض العلوم، فيكون التعريف بالوصف أوضح لها.
وبعيداً عن هذه التعاريف والنظر في اختلافها، أذهب بك إلى محاولة لوضع ضابط لما يخص هذا العلم من المعلومات التي تجدها في كتب التفسير، ويكون ما وراء هذا الضابط من متممات التفسير وعلومه، لا من صلبه وأصله.