…١٤- قوله تعالى :﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾ ؛ أي : ليس الأمر كما يقول هذا المكذب في القرآن، ويعتقد في ابعث، ولكن غلب على قلبه وغطاه ما كسبه من الذنوب، فجعلته لا يبصر الحق، كما قال ﷺ :"إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب، صقل منها، فإن عاد، عادات، حتى تعظم في قلبه، فذلك الران الذي يقول الله :﴿كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون﴾(١٣٤) ".
١٥-١٧- قوله تعالى ﴿كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم * ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون﴾ : هذا تكرار للرد على أولئك المكذبين، وبيان أنهم ممنوعون من رؤية الله سبحانه(١٣٥)، ثم إنهم سيدخلون النار التي تشويهم بحرها، ثم تقول لهم ملائكة العذاب: هذا العذاب الذي كنتم لا تصدقون به.
١٨-٢٠- قوله تعالى :﴿كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم﴾ ؛ أي : ليس الأمر كما تقولون من تكذيبكم بالجزاء والعذاب، ثم أخبر عن كتاب الذين أطاعوا ربهم فأكثروا، وعبدوه فأحسنوا، أخبر أن كتابهم عال قدرة في السماء السابعة(١٣٦)، ولتعظيم أمر هذا الكتاب استفهم عن موضع كتابهم على طريق القرآن في الاستفهام، فقال : وما أعلمك ما عليون ؟، ثم بين أن كتابهم قد فرغ منه، فلا يزاد فيه ولا ينقص منه، ولا يزول رقمه كما لا يزول الخيط الذي على الثوب، والله أعلم.
٢١- قوله تعالى :﴿يشهده المقربون﴾ ؛ أي : يحضر كتاب هؤلاء الأبرار مقربو كل سماء(١٣٧).


الصفحة التالية
Icon