٢٢- ٢٤- قوله تعالى :﴿إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون * تعرف في وجوهم نضرة النعيم﴾ ؛ إن الذين بروا باتقاء الله وأداء فراضه لفي تنعم دائم لا يزول، وذلك في الجنة، التي يجلسون على سررها المزينة في الغرف(١٣٨)، ينظرون - وهم عليها - إلى ما آتاهم الله من النعيم، وأعلى هذا النعيم رؤية الباري جل وعز(١٣٩). وإذا رأيتهم، فإنك ترى أثر التنعم على وجوههم بما يظهر عليها من الحسن والبهاء.
٢٥- ٢٦- قوله تعالى :﴿يسقون من رحيق مختوم * ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون﴾ ؛ أي : يسقيهم خدمهم من خمر الجنة(١٤٠) الذي قد خلط بالمسك، وجعل في نهايته(١٤١)، فهم يشمونه من أول شربهم إلى آخره وفي طلب هذا التنعم يجب أن يتبارى ويتسابق في الحصول عليه الذين يريدون النعيم الأبدي(١٤٢).
٢٧-٢٨- قوله تعالى :﴿ومزاجه من تنسيم * عينا يشرب بها المقربون﴾ ؛ أي : وهذا الرحيق المختوم بالمسك يخلط به ماء من عين تسنيم، التي نزل عليها ماؤها من أعلى الجنة، فيشربه(١٤٣) المقربون صرفاً غير مخلوط، ويشربه سائر المؤمنين مخلوطاً بغيره(١٤٤).
٢٩- قوله تعالى :﴿إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون﴾ ؛ أي : إن الكفار الذين اكتسبوا المآثم، كانوا في الدنيا يهزأون بالمؤمنين ويضحكون منهم(١٤٥).
٣٠- قوله تعالى :﴿وإذا مروا بهم يتغامزون﴾ ؛ أي : وإذا مر الكفار بالمؤمنين، أشاروا إليهم : إما باليد، وإما بالعين، سخرية واستهزاء(١٤٦).
٣١- قوله تعالى :﴿وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين﴾؛ أي : وإذا عاد هؤلاء الكفار إلى بيوتهم بعد أعمالهم هذه التي عملوها للمؤمنين، عادوا وهم متلذذون بما فعلوا.
٣٤- قوله تعالى :﴿فاليوم الذين آمنوا من الكفار يحضكون﴾ ؛ أي : فاليوم الذي هو يوم القيامة يضحك المؤمنون من الكفار لما يرونهم فيه من الخزي، وهذا مقابل ضحك الكفار عليهم في الدنيا.