…٧-٩- قوله تعالى :﴿فأما من أوتى كتابه بيمينه * فسوف يحاسب حساباً يسيراً * وينقلب إلى أهله مسروراً﴾ : هذا تفصيل لأهل الكدح، فمن أعطي صحيفة أعماله بيده اليمنى، فإن الله يعرض عليه ذنوبه ولا يدقق عليه، فلا يحاسبه بها، بل يسهل أمره، ويتجاوز عنه(١٥٥)، ثم ينصرف بعد هذا الحساب اليسير إلى أهله في الجنة(١٥٦)، وهو فرح بما أعطي.
…١٠-١٢- قوله تعالى :﴿وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعوا ثبورا * ويصلي سعيراً﴾ : هذا الفريق الثاني من أهل الكدح، وهم من يُعطي صحيفة أعماله السيئة بيده الشمال من وراء ظهره(١٥٧)، فأولئك ينادون بالهلاك على أنفسهم(١٥٨)، ويدخلون نار جهنم التي أوقدت مرة بعد مرة، فتشويهم وتحرقهم بحرها(١٥٩).
…١٣-١٥- قوله تعالى :﴿إنه كان في أهله مسروراً * إنه ظن أن لن يحور بلى إن ربه كان به بصيراً﴾ ؛ أي : إن هذا الذي أوتي كتابه وراء ظهره كان في أهله في الدنيا(١٦٠) فرحاً لما هو فيه من المعاصي، وكان يعتقد أنه لن يرجع إلى الحياة بعد الممات(١٦١)، ولذا كان يركب المعاصي ولا يبالي، ولكنه مخطئ في هذا الاعتقاد، بل سيرجع ويحاسب على أعماله التي كان الله مطلعاً عليها.
…١٦-١٨- قوله تعالى :﴿فلا أقسم بالشفق * والليل وما وسق * والقمر إذا اتسق﴾ : يقسم الرب سبحانه بحمرة الأفق التي تظهر عند غروب الشمس(١٦٢)، ويقسم بالليل وما جمع فيه
من الخلق وحواهم(١٦٣)، ويقسم بالقمر إذا تمت استدارته، واجتمع فصار بدراً (١٦٤).
…١٩- قوله تعالى :﴿لتركبن طبقاً عن طبق﴾ : هذا جواب القسم، والمعنى : إنكم أيها الناس ستمرون بأحوال تركبونها حالاً بعد حال، من ابتداء أمركم بكونكم نطفاً في الأرحام إلى خروجكم من بطون أمهاتكم، إلى معاينتكم أحوال الدنيا ونكدها، إلى وصولكم لأحوال الآخرة وهولها، حتى يدخل كل فريق منزله : الجنة أو النار(١٦٥).