…٤- قوله تعالى :﴿إن كل نفس لما عليها حافظ﴾ : هذا جواب القسم، والمعنى : لا توجد نفس من نفوس بني آدم إلا عليها حافظ من الملائكة يحفظون عليهم أعمالهم، ثم يحاسبون عليها بعد البعث.
…٥-٦- قوله تعالى :﴿فلينظر الإنسان مم خلق * خلق من ماء دافق﴾ ؛ أي : فلينظر الكار الذي ينكر البعث، فلينظر مادة خلقه، وهي المني النصب، فالذي خلقه من هذه النطفة الحقيرة قادر على إعادته.
…٧- قوله تعالى :﴿يخرج من بين الصلب والترائب﴾ ؛ أي : يخرج هذا الماء المنصب من موضع العمود الفقري وأضلاع الصدر التي تضع المرأة القلادة عليها(١٨٠).
…٨-٩- قوله تعالى :﴿إنه على رجعه لقادر * يوم تبلى السرائر﴾ ؛ أي : إن الله يستطيع أن يرد الإنسان بعد موته، فيحييه، وذلك كائن يوم تخبر ضمائر الناس وما يخفونه، فتظهر هذه المخفيات أمامهم(١٨١).
…١٠- قوله تعالى :﴿فما له من قوة ولا ناصر﴾ ؛ أي : في هذا اليوم ليس لهذا الإنسان الكافر من قوة في ذاته يدفع بها عن نفسه، ولا أحد من الخلق معين له من عذاب الله.
…١١-١٤- قوله تعالى :﴿والسماء ذات الرجع * والأرض ذات الصدع * إنه لقول فصل * وما هو بالهزل﴾ : يقسم ربنا بالسماء التي يرجع منها المطر مرة بعد مرة(١٨٢)، وبالأرض التي تتشقق فيخرج منها النبات(١٨٣)، أن هذا القرآن الذي أنزله على عباده قول جد، وهو فرقان
يفرق الله به بين الحق والباطل(١٨٤)، وليس لعباً ولا لهواً من القول.
…١٥-١٦- قوله تعالى :﴿إنهم يكيدون كيدا * وأكيد كيدا﴾ ؛ أي : إن هؤلاء المكذبين بالبعث والقرآن يدبرون الحيل ويمكرون، والله يكيدهم كما هم يكيدون، ولذا ينقلب عليهم كيدهم خسراناً وهلاكاً، فمن ذا الذي يستطيع حرب الله والكيد له ؟!.
…١٧- قوله تعالى :﴿فمهل الكافرين أمهلم رويدا﴾ ؛ أي : اتركهم، ولا تتعجل عليهم، واصبر عليهم قليلاً قليلاً، فإنهم سيلاقون ما أوعدهم الله جزاء لكيدهم، والله أعلم.
سورة الأعلى