آياتها : ١٩
سورة الأعلى

بسم الله الرحمن الرحيم

سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى * سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى * ونيسرك لليسرى* فذكر إن نفعت الذكرى * سيذكر من يخشى * ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يمون فيها ولا يحيى * قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى * إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى.
سورة الأعلى
كان ﷺ يقرأها في صلاة العيد، وفي صلاة الشفع قبل الوتر، وفي صلاة الجمعة.
١- قوله تعالى :﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾ ؛ أي : نزه ربك الذي علا على خلقه في السماء(١٨٥)، نزهه ناطقاً باسمه ومتكلماً به عند ذكر إياه، وتعظيمك له، وصلاتك له (١٨٦).
٢- قوله تعالى :﴿الذي خلق فسوى﴾ ؛ أي : سبحه لأنه خلق الخلق، وجعل كل مخلوق مناسباً لما خلقه له، فهو يقوم بالأعمال التي تناسبه.
٣- قوله تعالى :﴿والذي قدر فهدى﴾ ؛ أي : والذي قدر لكل مخلوق مقاديره، وهداه لإتيان هذه الأقدار ؛ كتقدير الإنسان للشقوة والسعادة، والبهائم للمراتع، وغيرها من أنواع
التقدير(١٨٧).
٤-٥- قوله تعالى :﴿والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى﴾ ؛ أي : والذي أخرج المرعى نباتاً أخضر، فصيره بعد ذلك هشيماً يابساً متغيراً مائلاً إلى السواد من شدة اليبس(١٨٨).
٦-٧- قوله تعالى :﴿سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى﴾ : هذا وعد من الله لنبيه ﷺ بأن يجعله قارئاً للقرآن حافظاً له، فلا يقع منه نسيان له(١٨٩)، إلا ما نسخ الله تلاوته، ثم أخبره قائلاً : إن الله يعلم ما يقع منك من عمل أظهرته، وعمل كتمته فلم تظهره فهو يعلم جميع أحوالك سرها وعلانيتها.


الصفحة التالية
Icon