…النوع الثالث : أن يحتمل المفسر أكثر من وصف، فيذكر كل مفسر وصفاً من هذه الأوصاف، كلها تعود إلى معنى واحد، مثل تفسير قوله تعالى :﴿عن النبإ العظيم﴾ [النبأ : ٢]، وتفسر قوله تعالى :﴿وكأساً دهاقا﴾ [النبأ : ٣٤]، وقوله تعالى :﴿والتين والزيتون﴾ [التين : ١] وغيرها.
…وهذا الأنواع كلها تدخل في اختلاف التنوع ؛ لأن الآية يمكن أن يتحمل على جميع المعاني الصحيحة الواردة فيها بلا تعارض ولا تناقص وإن قدم أحدها في الترجيح، فعلى سبيل اختيار القول الأولى، دون اطراحِ غيرها من الأقوال، والله أعلم.
…ثانياً : الاختلاف الذي يرجع إلى أكثر من معنى :
…وهذا الاختلاف نوعان، وذلك بحسب احتمال الآية له.
…النوع الأول : أن تحتمل الآية الأقوال الواردة فيها ويدخل بذلك في اختلاف التنوع، ومن أمثلته : تفسير قوله تعالى :﴿لتركبن طبقاً عن طبق﴾ [الانشقاق : ١٩]، وقوله تعالى :﴿ثم السبيل يسرم﴾ [عبس : ٢٠]، وغيرها.
…ويكثر في هذا النوع ما يرد من أوصاف تحتمل أكثر من موصوف، فيحملها المفسر على أحد هذه الموصوفات، ويحملها غيره على موصوف آخر، ومن أمثلته : تفسير قوله تعالى :﴿يوم يقوم الروح﴾ [النبأ : ٣٨]، وقوله تعالى :﴿والنازعات﴾ [النازعات : ١]، وما بعدها من الأوصاف، وقوله تعالى :﴿فلا أقسم بالخنس﴾ [التكوير : ١٥]، وغيرها.
…النوع الثاني : أن لا تحتمل الآية الأقوال الواردة فيها، وذلك بسبب التضاد، وهو أنك إذا حملت الآية على قول انتفى الآخر ؛ كاختلافهم في تفسير (القرء) من قوله تعالى :﴿والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء﴾ [البقرة : ٢٢٨]، وهذا النوع قليل في التفسير الوارد عند السلف.


الصفحة التالية
Icon