٦- ٨- قوله تعالى :﴿ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلد﴾ : ألم تنظر يا محمد ﷺ بعين قبلك إلى ما فعل الله بقبيلة عاد إرم(٢٠٥) ذات البيوت التي يقوم بناؤها على الأعمدة ؛ كالخيام أو غيرها(٢٠٦) ؟، وفي هذا إشارة إلى ارتفاع بنائهم وقوته، مما يدل على قوتهم، ولذا قال : التي لم يخلف في بلاد الله التي حولهم مثلهم في القوة والشدة ؛ كما قال الله فيهم :﴿واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة﴾ [الأعراف : ٦٩]، وقال :﴿وإذا بطشتم بطشتم جبارين﴾ [الشعراء : ١٣٠].
٩- قوله تعالى :﴿وثمود والذين جابوا الصخر بالواد﴾ ؛ أي : وكيف فعل بثمود قوم النبي صالح عليه السلام الذين شقوا الجبال(٢٠٧) التي في واديهم فنحتوا منهم البيوت ؟ ؛ كما قال الله عنهم :﴿وكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً ءامنين﴾ [الحجر : ٢٨].
١٠- قوله تعالى :﴿وفرعون ذي الأوتاد﴾ ؛ أي : وألم ترك كيف فعل ربك بفرعون مصر صاحب الأوتاد ؟، وهي أخشاب أو حديد يثبتها في الأرض، كان يعذب بها الناس، أو هي الملاعب التي صنعت له منها(٢٠٨).
١١-١٤- قوله تعالى :﴿الذين طغوا في البلاد * فأكثروا فيها الفساد * فصب عليهم ربك سوط عذاب * إن ربك لبالمرصاد﴾ ؛ أي : عاد وثمود وفرعون الذين تجاوزوا ما أباح الله، وكفروا به في البلاد التي كانوا يسكنونها. فأكثروا في هذه البلاد المعمورة المعاصي وركوب ما حرم الله. فأنزل الله عليهم عذابه ونقمته. والله يرقب أعمال هؤلاء الكافرين الذين أنزل بهم عقوبته، وهو بالمرصاد لكل الكافرين فلا يفلت منهم أحد.