…١١- قوله تعالى :﴿كذبت ثمود بطغواها﴾ هذا مثال لقوم خابوا بتدسيتهم أنفسهم، وهو ثمود قوم صالح عليه السلام، الذين بان لهم الحق وظهور كظهور الشمس المقسم بها في أول السورة، والمعنى : كذبت ثمود نبيه صالحاً عليه السلام بسبب تجاوزها الحد فيما أحل الله، وارتكابها ما حرم الله(٢٣٦).
…١٢- قوله تعالى :﴿إذا انبعث أشقاها﴾ ؛ أي : الوقت الذي ظهر فيه شدة طغيان ثمود هو وقت انتداب أشقى ثمود لقتل الناقة، وأشقاها هو قدار بن سالف(٢٣٧).
…١٣- قوله تعالى :﴿فقال لهم رسول الله ناقة اله وسقياها﴾ ؛ أي : فقال لهم نبيهم صالح عليه السلام : احذروا ناقة الله، اخذروا سقيا الناقة الذي اتفقت معكم على أن يكون لها يوم تشرب فيه من الماء، ولكم شرب يوم آخر، احذروا أن تعدوا عليهما(٢٣٨).
…١٤-١٥- قوله تعالى :﴿فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها * ولا يخاف عقباها﴾ ؛ أي : فكذبت ثمود صالحاً عليه السلام في أمر الناقة، ولم يصدقوه، ولم يأخذوا بتحذيره، فقتل أشقاها الناقة، ورضوا بذلك فكانوا مشاركين له في القتل(٢٣٩)، فأطبق الله عليهم عذابه، وهو الصيحة والرجفة التي أهلكوا بها، وذلك بسبب ما فعلوه من تكذيب صالح عليه السلام وعقر الناقة، فجعل هذه الدمدمة نازلة عليهم على السواء، فلم يفلت منهم أحد(٢٤٠). ولا يخاف الله عاقبة تعذيبه لهؤلاء من أن يسأله أحد عن فعله، فهو الفعال لما يريد ن لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون(٢٤١)، والله أعلم.
سورة الليل
آياتها : ٢١
سورة الليل
بسم الله الرحمن الرحيم