…٨-١١- قوله تعالى :﴿وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى* وما يغني عنه ماله إذا تردى﴾ : هذا الصنف الثاني من أهل السعي، وهم من لم ينفق ماله في سبيل الله، بل قبضه وبخل به، واستغنى بنفسه وماله عن ربه وعبادته(٢٤٦)، ولم يصدق بموعد الله من الخلف من الله، ولا بالجنة(٢٤٧)، فهذا يسهل الله له عمل الشر والوقوع فيه، جزاء له على استغنائه عن ربه، وعدم إنفاق ماله في الخير، وتكذيبه بالحسنى(٢٤٨)، فمن كان من هذا الصنف، فإن الذي بخل به، ولم ينفقه في سبيل الله، لن يفيده إذا سقط وهوى في جنهم(٢٤٩).
…١٢-١٣- قوله تعالى :﴿إن علينا للهدى * وإن لنا للآخرة والأولى﴾ ؛ أي : أن على الله ابيان : بيان الحق من الباطل، والطاعة من المعصية(٢٥٠)، وإن الحياة الدنيا والحياة الآخرة وما فيهما ملك لله، يعطي من يشاء ويحرم من يشاء، ومن ذلك أنه وفق من أحب لطاعته وخذل من أبغض بمعصيته(٢٥١).
١٤-١٦- قوله تعالى :﴿فأنذرتكم ناراً تلظى * لا يصلاها إلى الأشقى * الذي كذب وتولى﴾ ؛ أي : فحذرتكم أيها الناس النار التي تتوهج وتلتهب من شدة إيقادها، تلك النار التي لا يدخلها ويشوى فيها إلا الذي شقي في حياته فكذب بما جاء عنه ربه، وأعرض عنه فلم يؤمن به.
١٧-٢١- قول تعالى :﴿وسيجانبها الأتقى * الذي يؤتى ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى﴾ ؛ أي : وسيبعد عن هذه النار الذي بلغ الكمال في التقوى، الذي من صفته أنه يُعطى ماله في الدنيا المحتاجين، وينفقه في سبيل الله لأجل أن يتطهر بإعطائه هذا المال من الذنوب، وما أعطى هؤلاء المحتاجين لأن بينه وبينهم منفعة أعطاه إياهم من أجلها، ولكن أعطاه إياهم لأجل أن يرضى عنه ربه العالي على خلقه، ولسوف يرضى هذا المعطي بما سيخلفه الله عليه في الآخرة من الثواب(٢٥٢).
سورة الضحى
آياتها : ١١
سورة الضحى

بسم الله الرحمن الرحيم



الصفحة التالية
Icon