ثم بين أصل خلق الإنسان فقال : خلق الإنسان من الدم المتجمد العالق بالرحم، ثم كرر الأمر بالقراءة اهتماماً بها، فقال : اقرأ وربك المتصف بكمال الكرم، ومن كرمه أن علم الإنسان الكتابة بالقلم، فحفظ به علومه، ومن كرمه أنه علم الإنسان علوما كان يجهلها.
٦-٨- قوله تعالى :﴿كلا إن الإنسان ليطغى * إن راءه استغنى * إن إلى ربك الرجعى﴾؛ أي : ما هكذا ينبغي أن يكون الإنسان، أن ينعم عليه ربه بتسوية خلقه وتعليمه ما لا يعلم، ثم يكفر ويطغى(٢٧٣).
إن الإنسان الكفار ليتجاوز الحد، ويعصي ربه ؛ لأجل أنه رأى في نفسه الغنى بما أنعم الله عليه، فاستغنى عن ربه، ولما كان منه ذلك، هدده الله بأن مرده ومصيره إليه، فليس له عن ربه مفر ولا ملجأ.
٩-١٠- قوله تعالى :﴿أرءيت الذي ينهى *عبداً إلى إذا صلى﴾ : نزلت هذه الآيات في أبي جهل لما نهى رسول الله ﷺ عن الصلاة في المسجد الحرام وحلف ليطأن رقبته، وهو يصلي(٢٧٤)، فقال تعالى : أعلمت أيها المخاطب عن خبر الذي ينهى محمداً ﷺ عن الصلاة في المسجد الحرام، ألم يعلم بأن الله يراه، فيخاف سطوته وعقابه ؟.
١١-١٢- قوله تعالى :﴿أرءيت إن كان على الهدى * أو أمر بالتقوى﴾ ؛ أي ك أريت أيها المخاطب إن كان محمداً على الاستقامة والسداد في أمر صلاته ؟، أو كان أمراً باتقاء الله، والخوف منه ؟، أيصح أن ينهى عن ذلك ؟!.
والواقع أن هذا الكافر ينهاه، وهذا تعجيب من حاله، إذ كيف ينهى من كان بهذه الصفة من الهدى والأمر بالتقوى ؟!.
١٣- ١٤- قوله تعالى :﴿أرءيت إن كذب وتولى * ألم يعلم بأن الله يرى﴾ ؛ أي : أرأيت أيها المخاطب إن كان هذا الناهي مكذباً بالله، ومعرضاً عنه ؟، أيعمل هذه الأعمال، ولم يوقن بأن الله مطلع عليه، بصير به، ويعلم جميع أحواله ؟!.


الصفحة التالية
Icon