…٦-٨- قوله تعالى :﴿يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثال ذرة شراً يره﴾ ؛ أي : يوم تحصل هذه الزلزلة وما بعدها من الأهوال، يرجع الناس من موقف الحساب متفرقين، لينظروا إلى أعمالهم وما جازاهم الله به، بالمحسن يرى ما أعده الله من النعيم، والمسيء يرى ما أعده الله له من العذاب، ولذا قال مرغباًَ ومرهبا : فمن يعمل في الدنيا أي عمل خير، ولو كان في الصغر وزن ذرة، فإنه سيلقي حسن جزائه، وكذا من عمل في الدنيا عمل شر، ولو كان في الصغر وزن ذرة، فإنه سيلقى سوء عقابه، والله أعلم(٢٨٦).
سورة العاديات
آياتها : ١١
سورة العاديات

بسم الله الرحمن الرحيم

والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمتغيرات صبحا * فأثرن به نفعا * فوسطن به جمعا * إن الإنسان لربه لكنود * وإنه على ذلك لشهيد * وإنه لحب الخير لشديد * أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور * إن ربهم بهم يومئذ لخبير.
سورة العاديات
…١-٥- قوله تعالى :﴿والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا* فأثرن به نفعا *فوسطن به جمعا﴾ : يقسم ربنا بالخيل التي تجرى وهي تحمحم ؛ أي : يصدر عنها صوت يتردد في الحنجرة من شدة الجري(٢٨٧)، ويتوقد شرر النار من شدة احتكاك أقدامها بالحصى(٢٨٨)
وهي تجري، فتغير وتدخل أرض العدو في أول النهار(٢٨٩)، فتصعد الغبار من شدة
الجري(٢٩٠)، فتصير هذه الخيل في وسط جمع العدو(٢٩١).
…٦-٨- قوله تعالى :﴿إن الإنسان لربه لكنود * وإنه على ذلك لشهيد * وإنه لحب الخير لشديد﴾ : هذا جواب القسم، والمعنى : إن الإنسان لكفور لنعمة ربه، لا يشكرها، ويمنعها غيره، فلا يعطيه(٢٩٢)، وإن الإنسان يشهد على نفسه بكفرانه نعمة الله عليه(٢٩٣)، وإن هذا الإنسان الكنود محب للمال حباً شديداً، فهو يبخل به، وذلك من كفرانه نعمة ربه.


الصفحة التالية
Icon