…كما يشمل الضمير الذي يحتمل رجوعه إلى أكثر من مرجع ؛ كما في تفسير قوله تعالى ﴿ياأيها الإنسن إنك كادح إلى ربك كدحا فملقيه﴾ [الانشقاق : ٦] فقيل : ملاق ربك، وقيل : ملاق عملك، وقوله تعالى :﴿وإنه على ذلك لشهيد﴾ [العاديات : ٧]، قيل : إن الإنسان... ، وقيل : إن ربه... ، وغيرها من الأمثلة.
…٣- التفسير بالمثال، والاختلاف فيه يعود إلى قول واحد، وإنما ورد الاختلاف بينهم بسبب أنهم عمدوا إلى ذكر أمثلة للمعنى العام ؛ كتفسيرهم قول الله تعالى :﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾ [الضحى : ١١]، وقوله تعالى :﴿ثم لتسئلن يؤمئذ عن النعيم ﴾ [التكاثر : ٨]، والله أعلم.
…٤- أن يكون تفسير المفسر على اللفظ، ويكون تفسير غيره على المعنى أو القياس، وهذه هي الأصول التي يعود إليها التفسير :
…أما التفسير على اللفظ، فهو تفسير اللفظ بما ورد في لغة العرب.
…وأما التفسير على المعنى، فهو ما كان خارجاً عن المعنى المطابق للفظ في لغة العرب، مبيناً للمعنى المراد من اللفظ في الآية، ولم يكن من باب القياس ؛ كتفسير قتادة لقوله تعالى :﴿أو إطعم في يوم ذي مسغبة﴾ [البلد : ١٤]، قال : يوم يشتهى الطعام، والمسبغة : المجاعة، فعبر عنها بهذا التعبير، وهو أعم من يوم المجاعة ؛ لأن الطعام يشتهى في كل وقت، لكنه في يوم المجاعة أكثر.
…وكذا تفسيره لقوله تعالى :﴿والنهار إذا جلها﴾ [الشمس : ٣]، قال : إذا غشيها، والتجلية : الإظهار والإيضاح، فإذا جلاها النهار، فقد غشيها، فيكون تعبيراً عن لازم اللفظ، لا عن معناه في اللغة، والله أعلم.