(١٢)…ورد هذا عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، وعن أبي العالية، والضحاك، والربيع بن أنس، وسفيان. وفسرها مجاهد وعكرمة وقتادة ومقاتل وابن زيد بأنها الرياح، وعليه فقوله :"من" يكون بمعنى الباء ؛ أي : أنزلنا بالرياح، والصواب أنها السحاب، وعليه تبقى "من" على بابها، وهو أولى ؛ لأنه إذا تعرض ظاهر الآية احتمال التأويل، قدم الظاهر.………… =
=…ويبقى أنه يستفاد من تفسير هؤلاء صحة إطلاق المعصرات على الرياح من حيث اللغة، لوروده عنهم، وإن لم تحتمله الآية.
…وقد ورد عن الحسن وقتادة تفسير غريب، وهو أن المعصرات : السماء، وهذا إن حمل على التفسير على المعنى، كان له وجه، ويكون تفسيرهما على إرادة الجهة التي تأتي منها المعصرات، لا أنه تفسير مطابق لمعنى المعصرات ؛ كما جاء في قوله تعالى :﴿وأنزلنا من السماء ما طهورا﴾ [الفرقان : ٤٨]، والله أعلم.
…ويكون الاختلاف من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى. وسبب الاختلاف هنا المعصرات وصف لموصوف محذوف، وهو محتمل لأحد المعنيين المذكورين، ويترجح أحدهما بدلالة ظاهر الآية.
(١٣)…في هذه الآيات (٦-١٦) أدلة على البعث، أنظر في تفصيلها : تتمة أضواء البيان، لمحمد عطية سالم.
(١٤)…سميت البساتين جنات، لأنها تجن من بداخلها ؛ أي : تستره، وهذا هو أصل معنى هذه المادة في لغة العرب.
(١٥)…عبر بهذا ابن عباس من طريق العوفي، ومجاهد، وقتادة من طريق سعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد، وابن زيد، وسفيان. وجاء عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة : مجتمعة، وهو تفسير بالمعنى ؛ لأن من لازم التفافها أن تكون مجتمعة.