(١٦)…أكد الخبر بـ "إن" لأنه مما كان يخالف فيه المشركون، وقد وقعت هذه الآية بعد قوله تعالى :﴿وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا * لنخرج به حبا ونباتا * وجنات الفافا﴾ [النبأ : ١٤-١٦]، للمشابهة التي بين خروج النبات وخروج الناس من قبورهم يوم البعث.
(١٧)…جاء الفعل " ينفخ " مبنياً للمفعول اهتماماً بالحديث، وهو النفخ في الصور، وطوي ذكر قيامهم من قبورهم، وسيرهم إلى أرض المحشر تنبيها على سرعة هذا الحدث، وأن الفاصل بين البعث والإتيان يسير جداً، والله أعلم.
(١٨)…بنى الفعل " فتحت " للمعفول للاهتمام بالحديث، وقرئ بتشديد التاء، وفيه مبالغة : إما لكثرة الفتح، وإما لشدته. وجاء الفعل ماضياً، والحدث لم يقع بعد، لتأكد وقوعه وتحققه، وفي هذا الحدث فساد لنظام هذا الجرم العظيم، وهو إيذان بنهاية هذا العالم الفاني.
…وقد ورد هذا المعنى في غير ما آية ؛ كقوله تعالى :﴿ويوم تشقق السماء بالغمم ونزل الملائكة تنزيلاً﴾ [الفرقان : ٢٥]، وقوله :﴿فإن أنشقت السماء فكانت وردة كالدهان﴾ [الرحمن : ٣٧]، وقوله :﴿وانشقت السماء فهي يومئذ واهبة﴾ [الحافة : ١٦]، وقوله :﴿وإذا المساء فرجت﴾ [المرسلات: ٩] وقوله :﴿إذا السماء انفطرت﴾ [الانفطار : ١]، وقوله :﴿إذا السماء انشقت﴾ [الانشقاق : ١].
(١٩)…بُنى الفعل للمفعول للاهتمم بالحدث، وقد ذكر الله في هذه الآية حالين للجبال في هذا اليوم، وهما التسيير، وتحولهما إلى هيئة السراب، وهي مرحلة الهباء والعهن الذي ذكره الله بقوله :﴿وبست الجبال بسا * فكانت هباء منبثا﴾ [الواقعة : ٥-٦]، وقوله :﴿وتكون البجال كالعهن المنفوش﴾ [القارعة : ٥]، وقوله :﴿وكانت الجبال كتيبا مهيلا﴾ [المزمل : ١٤]، وبين هذين الحالين أحوال تمر بها في هذا اليوم، كداك، والنسف، والرجف، ذكرها الله في مواضع من القرآن.


الصفحة التالية
Icon