(٢٥)…عبر مجاهد وقتادة عن جملة " لا يرجون" بأنهم لا يخافون، وقد ورد عن أهل اللغة كذلك (تهذيب اللغة: ١١ : ١٨٢)، ويرد الإشكال في تفسير الرجاء الذي هو ترقب حصول أمر محبوب للنفس، بالخوف الذي هو ضد له. وتحرير ذلك : أن الرجاء بمعنى الخوف لا يأتي إلا منفيا ؛ أي : لا يرجون (انظر : معاني القرآن للفراء : ١ : ٢٨٦)، وإنما اشتمل الرجاء على معنى الخوف ؛ لأن الرجاء أمل قد يخاف ألم يتم (انظر : معاني القرآن، للزجاج : ٢ : ١٠٠).
(٢٦)…يظهر من السياق أن الحديث عن كتاب الأعمال الذي تسجله الملائكة على العباد ؛ لأن المقام -فيما يظهر- مقام محاسبة، وهم سيحاسبون على ما كتب عليهم، لا على عموم قدر الله سبحانه، ذلك أن بعض المفسرين جعل المحصى هنا كل قدر الله الذي في اللوح المحفوظ، والله أعلم.
(٢٧)…هذه الآية مرتبطة بقوله :﴿جزاء وفاقا﴾ [النبأ : ٢٦]، وما قبلها من قوله :﴿إن جهنم كانت مرصادا﴾ [النبأ : ٢١]، وتكون الجمل التي بينهما معترضة، والله أعلم. انظر : التحرير والنوير.
(٢٨)…أسند الطبري، عن عبد الله بن عمرو، قال : لم تنزل على أهل النار آية أشد من هذه :﴿فذوقوا فلن تزيدكم إلا عذابا﴾ [النبأ : ٣٠] قال : فهم في مزيد من العذاب أبداً.
(٢٩)…عبر ابن عباس عن المفاز بأنه المتنزه، وعبر عنه مجاهد وقتادة أنهم فازوا بأن نجوا من النار، وعند التأمل تجد أن نتيجة هذه الأقوال ومؤداها واحد، والله أعلم.
(٣٠)…عبر جمهور السف عن معنى الدهاق بالامتلاء، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق مسلم بن نسطاس وأبي صالح وعلي بن أبي طلحة، وعن الحسن من طريق أبي رجاء ويونس، وعن مجاهد من طريق منصور، وعن قتادة من طريق معمر وسعيد، وعن ابن زيد.
…وورد تفسيرها بالمتتابعة عن أبي هريرة، وعن ابن عباس من طريق عمرو بن دينار، وعن سعيد بن جبير. وورد تفسيرها بالصافية عن عكرمة.