…ويظهر أن التفسير الأول هو التفسير اللغوي الأشهر في معنى اللفظ، أما الثاني، فقد أشار الطبري إلى وجود أصله في اللغة، بقوله :"وقوله :﴿وكأسا دهاقا﴾ [النبأ : ٣٤] يقول : وكأساً ملأى متتابعة على شاربيها بكثرة امتلائها، وأصله من الدهق، وهو متابعة الضغط على الإنسان بشدة وعنف، وكذلك الكأس الدهاق : متتابعة على شاربيها بكثرة وامتلاء". (انظر في هذا المعنى : تاج العروس : مادة : دهق).
…وأما التفسير الأخير فلا تعطيه اللفظة ولا يخصها، بل هو تفسير مبني على ما عرف من صفاء شراب الجنة وعدم وجود الغش فيه، وهل يجوز أن تكون لغة من لغات العرب علمها عكرمة، ففسر بها؟! الله أعلم.
…وعلى هذا يكون الاختلاف من قبيل اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى، ويكون سبب الاختلاف في القولين الأولين : الاشتراك اللغوي.
(٣١)…ذكر بعض المفسرين أن الضمير في ﴿فيها﴾ يعود إلى قوله :﴿وكأسا﴾ ؛ أي : خمراً، ويجعل "في" بمعنى "الباء" ؛ أي : بسببها، ويكون المعنى : لا يسمعون بسبب شرب خمر الجنة لغواً ولا كذاباً، والأولى أن يعود الضمير إلى الجنة المشار إليها بالمفاز، وعليه فلا تحتاج إلى هذا التأويل.
(٣٢)…هذا فيه دلالة على طيب أكلهم وشربهم فلا يحدث بسببه ما يصدر منه لغو ولا كذب كما هو الحال في الدنيا في شرب الخمر وغيره من المسكرات.
(٣٣)…في إيثار اسم الربوبية هنا ما يشعر بأن النعم من آثار ربوبية الله لعباده، والله أعلم.
(٣٤)…عل بعض المفسرين لفظ "حساباً" صفة للجزاء، ومن ثم يكون الحساب بمعنى المعدود ؛ أي : جزاء معدوداً على قدر أعمالهم.
(٣٥)…وقع خلاف بين السلف في تحديد الروح على أقوال :
…الأول : أنه ملك من أعظم المائكة، ورد ذلك عن ابن مسعود وابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، مع زيادة في تفصيل خلقه عند ابن مسعود.
…الثاني : أنه جبريل، ورد ذلك عن الشعبي والضحاك من طريق سفيان وثابت.……=


الصفحة التالية
Icon