…والملاحظ أن ابن جرير لم يعمل بهذا في هذا الموضع، كما أنه رحمه الله تعالى لا يميز -في الغالب- بين طبقات السلف الثلاث (الصحابة والتابعين وأتباعهم) في التعامل معهم وترجيح أقوالهم ؛ أي : لا يقدم قول الصحابي دائماً، بل قد يختار عليه قول التابعي، أو تابع التابعي، وهذا المنهج يحتاج إلى دراسة.
(٣٦)…قال مجاهد في تفسير ﴿صوابا﴾ :"قال حقا في الدنيا وعمل به". وفسر الصواب بلا إله إلا الله، كل من ابن عباس من رواية علي بن أبي طلحة وأبي صالح مولى أم هانئ، وعكرمة من طريق الحكم بن ابان.
(٣٧)…ورد عن قتادة عن طريق معمر :﴿مئابا﴾ سبيلاً. وهذا تفسير بالمعنى ؛ لا، المآب : المرجع، والسبيل : الطريق إلى ذهاب المآب، فلا وصول إلى هذا المرجع إلا بسلوك السبيل، وهو الأعمال الصالحة، ففسر قتادة بلازم اللفظ، لا بمطابقه، والله أعلم.
(٣٨)… قال الحسن البصري في ﴿المرء﴾ : المرء المؤمن. وكأنه لما ذكر الكافر بعده، جعل ذلك مقابلا له، ولو فسر المرء بعمومه فشمل الكافر والمؤمن، لكان صواباً، والله أعلم.
(٣٩)…وردت آثار في ذلك عن عبد الله بن عمرو، وأبي هريرة، وأبي الزناد، وقد أورد الطبري في ذلك حديثاً، عن النبي ﷺ أسنده أبو هريرة، والله أعلم.
(٤٠)…وقع خلاف في تفسير النازعات بين مفسري السلف على أقول :
١- الملائكة التي تجذب روح الكافر من أقاصي بدنه، عن ابن مسعود من طريق مسروق، وابن عباس نم طريق العوفي وأبي صالح، وعن مسروق، وسعيد بن جبير.
٢- الموت ينزع النفوس، وهو قول مجاهد من طرق ابن أبي نجيح.
٣- النجوم تنزع من أفق إلى أفق، وهو قول الحسن من طريق أبي العوام، وقتادة من طريق معمر.
٤- القسي تنزع بالسهم، وهو قول عطاء.
٥- النفس حين تنزع، وهو قول السدي من طريق سفيان.


الصفحة التالية
Icon