(٦٤)… هذا الإخراج من توابع دحو الأرض، والآية تثبت أن الماء الذي في الأرض أصله من الأرض ؛ لقوله :﴿منها﴾، والمرعى في القرآن : مكان الكلأ والعشب الذي تأكله البهائم، وقد ناسب ذكره هنا، لقوله بعد ذلك :﴿متاعاً لكم ولأنعمكم﴾ وهو في النهاية يرجع إليهم ؛ لأن الأنعام من متاعهم، غير أن في ذكر الأنعام هنا إشارة إلى أن الأنعام تشاركهم في التمتع في الأرض، وأن عليهم زيادة في ذلك، وهو الاعتبار والأتعاظ بما أنعز الله عليهم به، لكيلا يكونوا كالأنعام أو أضل سبيلاً ؛ كما قال تعالى :﴿كلوا وارعوا أنعمكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى﴾ [طه : ٥٤]، والله أعلم.
(٦٥)… تثبت هذه الآية الجبال مرساه، كما ورد في الآيات الأخرى أنها مرسية للارض، وهذا يعني أن الجبال تثبت الأرض، كما أن الجبال ثابتة - أي : مرساة - في الأرض، فلو قلعت من مكانها لما استقرت الأرض. والله أعلم.
(٦٦)… قال ابن عباس من طريق ابن أبي طلحة - في الطامة -: من أسماء القيامة، عظمه الله، وحذره عباده.
(٦٧)… هذا جواب إذا، وهو مضمر، وذكر الطبري عن القاسم بن الوليد الكوفي القاضي (ت: ١٤١) في قوله ﴿فغذا جاءت الطامة الكبرى ﴾، قال :"سيق أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار"، وتفسيره هذا يشعر بأنه جواب إذا، ويؤخذ منه أن الجواب يقدر بما يناسب السياق، والله أعلم.
…وذكر في وجواب إذا قول آخر، وهو مبني على قوله :﴿فأما من طغى﴾ [النازعات : ٣٧] وما بعدها، والتقدير : إذا جاءت الطامة الكبرى، كانت أحوال الطاغين كذا، وأحوال المتقين كذا، والله أعلم.
(٦٨)… غلب استخدم لفظ السعي في القرآن على ما يعلمه الإنسان من خير و شر.


الصفحة التالية
Icon