بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء. كل ما في الأرض يموت)) (١).
وهذا التدمير الشامل للأرض كما تحكيه التوراة غير مقبول من الناحية التاريخية، فبحسب تقويم العهد القديم يرجع تاريخ الطوفان إلى القرن الحادي أو الثاني والعشرين قبل الميلاد وهو يقابل تاريخ وجود الأسرة الحادية والعشرين من أسر الفترة الوسطى في مصر (٢).
ومن الناحية العلمية فإن القول بوقوع تدمير شامل للكرة الأرضية يتعارض مع أبسط مبادىء الجيولوجيا (٣).
لذلك يفسره جيمس فريزر بأنه مناسبة خلقها الكهنة لإقامة عهد بين الرب وفئة الناجين المنتقاة حسب الشروط الكهنوتية (٤).
الثاني: موقع الطوفان
تحدد التوراة مكان استقرار سفينة نوح: ((في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبال أراراط)) (٥).
وجبال أراراط تقع في تركيا كما توضح ذلك خريطة الشرق الأوسط في العهد القديم الملحقة بالبحث (٦).
(٢) موريس بوكاي، ص ٥٣ ـ ٥٤، مرجع سابق.
(٣) جيمس فريزر، الفلكور في العهد القديم (١ / ٩٢) مرجع سابق.
(٤) السابق (١ / ١٠٨).
(٥) سفر التكوين (٨ / ٤).
(٦) ملحق رقم (١).