٥ ـ بولس الأنطاكى (عاش في القرن السابع الميلادي تقريباً)
بولس الراهب الأنطاكي وقيل إنه أحد أساقفة سوريا: إما أن يكون أسقف مدينة صيدا أو أسقف مدينة أنطاكية.
وله عدة رسائل مطوّلة ضد الإسلام (١)، أهمها رسالته إلى أحد المسلمين التي ضمَّنها خلاصة معتقد النصارى في الإسلام وفي عقائد النصرانية، حيث يدلل على صحة الديانة النصرانية، وعلى عدم حاجة العالم إلى القرآن إذ جاءت التوراة بشريعة العدل وجاء الإنجيل بشريعة الفضل، ولا يتبقى بعدهما جديد يحتاج الناس إليه (٢).
وتكشف الرسالة عن معرفة جيدة ودقيقة بالقرآن، فأكثرها نقول قرآنية احتج بها المؤلف ـ جدلا وشغباً ـ على المعتقدات النصرانية في الصلب والتثليث والفداء وصحة الأناجيل.
وعلى الرغم من أهمية الرسالة فإن صاحبها مجهول، حتى إن لويس شيخو ظن أن بولس الأنطاكى كان يعيش في القرن الثالث عشر الميلادي (٣)، وهذا غير صحيح، فالرسالة من أوائل الجدليات التنصيرية ولو تأمل لويس شيخو قول بولس الأنطاكى في نص الرسالة عند حديثه عن الأناجيل:

(١) رشا الصباح. الإسلام والمسيحية في العصور الوسطى، ص ٨٥، مرجع سابق.
(٢) الرسالة منشورة بمجلة المشرق المسيحي، العدد (١٥) من السنة السابعة، عام ١٩٠٤م.
ونسخة أخرى ـ ننقل عنها ـ نشرها لويس شيخو في كتابه: ((مقالات دينية قديمة لبعض مشاهير الكتبة النصارى)) ص / ١٥ ـ ٢٦، طبع الآباء اليسوعيين.
(٣) لويس شيخو، مقالات دينية قديمة، ص ١، مرجع سابق.
ـ لويس شيخو، المخطوطات العربية لكتبة النصرانية، ص ٦٩، طبع الآباء اليسوعيين، بيروت ١٩٢٤ م.


الصفحة التالية
Icon