على السواء، كما سلك سبيل العمل الخيري الظاهري فى المستشفيات ودور الضيافة والملاجئ للكبار ودور اليتامى واللقطاء)) (١).
وهذا يعنى أن مؤسسة التبشير استهدفت تنصير العامة وذوى الحاجات بما يناسبهما من وسائل واختص الاستشراق بتنصير النخبة والمثقفين، بوسائط علمية وفكرية.
وهناك فارق آخر يمكن رصده، يتمثل فى المشاركة اليهودية فى نشاط المؤسستين: حيث شارك اليهود فى الاستشراق بنسبة كبيرة وفعالة لا يمكن مقارنتها بالمشاركة الضئيلة فى النشاط التبشيرى وإن كان الدور التبشيرى الخطير الذى مارسه ((زويمر)) : حركياً وتنظيمياً وجدلياً لا يمكن إنكاره)).
أما فيما يخص أصالة القرآن الكريم والتكييف العقدي للإسلام، فإن المؤسستين تتفقان وتتحدان فى استلهام التراث التنصيرى وتكراره للمراحل السابقة فى أطروحاته الأساسية:
ـ الإسلام هرطقة مسيحية.
ـ محمد ﷺ نبى مزيف لا أخلاقي.
ـ القرآن تلفيق من كتب العهدين القديم والجديد.
لذلك فإنه كما يقول إدوارد سعيد ساخراً: سيكون مستشرقاً بحاثة ومختصاً ألمعياً ذلقاً فى أيامنا هذه من يشير إلى الإسلام على أنه هرطقة آرية

(١) محمد البهى، المبشرون والمستشرقون فى موقفهم من الإسلام، ص ٢، الإدارة العامة للثقافة ـ مطبعة الأزهر. القاهرة، د. ت. الفكر الإسلامى الحديث، ص ٤٥٩ ـ ٤٦٠، ط ٨، مكتبة وهبة القاهرة ١٩٧٥م.


الصفحة التالية
Icon