شهدت توسعاً من خلال تنقلات الوعاظ الدينيين لطائفتى الدومنيكان والفرنسيسكان (١).
ويظهر هذا بجلاء من خلال أمور:
أولهما: أن أول نصوص مترجمة من القرآن إلى اللغات الأجنبية قد جاءت ضمن كتاب ((الجدل)) الذى ألفّه ابن الصليبي مطران (ديار بكر (ت ١١٧١ م) وهو مخطوط بالسريانية وموجود فى كنيسة بطريركية السريان ببيروت (٢).
الثاني: أن بطرس الموقر أمر بترجمة القرآن للمرة الأولى عام ١١٤٣ م حتى يستطيع دحضه (٣).
وقد أكد زويمر المبشر اليهودى على أن تلك الترجمة تمت بدافع تنصيري (٤).
الثالث: ما ذكره جورج سيل فى مقدمة ترجمته للقرآن بأن الهدف منها هو تسليح النصارى البروتستانت فى حربهم التنصيرية ضد الإسلام والمسلمين، لأنهم وحدهم قادرون على مهاجمة القرآن بنجاح، وأن العناية الإلهية قد ادَّخَرَتْ لهم مجد إسقاطه (٥).
(٢) محمد صالح البنداق، المستشرقون وترجمة القرآن الكريم، ص ٩٧، دار الآفاق الجديدة، ط٢، بيروت ١٤٠٣ هـ ـ ١٩٨٣ م.
(٣) Trevor - Roher، Hugh، The Rise of Christian ﷺ urope، P. ١٤٥.
(٤) Zwemer S. ، The Translation of the Quran، The Muslim World، P. ٢٩٥، ٥ (١٩٧٣).
(٥) أحمد عبد الحميد غراب، رؤية إسلامية للاستشراق، ص ٣٥، المنتدى الإسلامى، لندن ١٤١١هـ.