أي ليتحقق ذلك الذي في علم الله تعالى عيانا، حيث يصير هذا العلم واقعا معاينا، فيتبين أي الحزبين أحصى أمدهم أي مدة لبثهم في الكهف حيث صارت تلك المدة موضع خلاف بين العلماء، أو المراد بالحزبين أهل الكهف حيث زعم بعضهم أنهم لم يلبثوا إلا يوما أو بعض يوم وبعضهم ظن أن المدة طالت فتوقف وفوض علم المدة إلى الله كما سيأتي بيانه في الحوار الذي دار بينهم عندما انتبهوا من نومهم فتساءلوا بينهم قال تعالى(وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ ﴿١٩﴾(
الفتية في رحاب الإيمان
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ﴿١٣﴾ (تفصيل بعد إجمال وتقرير بعد بيان، فالقرآن الكريم كتاب الحق نزل بالحق على قلب رسول الله - ﷺ - الذي لا ينطق إلا بالحق وقصصه الحق وكل ما فيه من حكم وأحكام وعبر وعظات ووعد ووعيد هو الحق من عند الله.
والذي يقص نبأهم هو العليم بحالهم، المدبر لشئونهم، وفي هذا تشويق للقارئ ؛ حين يسمعها من المولى عز وجل. وفي التعبير بالنبأ إشارة إلى أن قصتهم لها شأن عظيم وخطب جليل.
(إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ (
وفي التعبير بالفتوة بيان لحداثة سنهم وقوة إرادتهم وحماسهم للحق.
واختلفوا في سبب إيمانهم قيل إنهم آمنوا عن طريق حواري المسيح - عليه السلام - ونقل المفسرون رواية مردها إلى الإسرائيليات (١).
وقيل إنما استجابوا لنداء الفطرة فاهتدوا بفطرتهم السليمة وعقولهم الغضة.
فائدة :
فى قوله تعالى { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ }