إشارة إلى حداثة سنهم وفتوتهم وطاعتهم لربهم في هذه المرحلة المهمة في حياة الإنسان مرحلة الشباب، وهى مرحلة البذل والعطاء، ومرحلة القوة والحماس، ولقد عُنى الإسلام بإعداد الشباب وتوجيههم ورعايتهم، فهم عماد الأمة وأساس نهضتها ونبراس حضارتها ومنطلق تقدمها وتحررها، ومبعث عزها وصناع أمجادها.
... وصدق الشاعر هاشم الرفاعى رحمه الله حيث يقول :-
ملكنا هذه الدنيا قرونا...... وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء...... فما نسى الزمان ولا نسينا
بنينا حقبة فى الأرض ملكا...... يدعمه شباب طامحونا
شباب ذللوا سبل المعالى...... وما عرفوا سوى الإسلام دينا

إذا شهدوا الوغى كانوا كماة...... يدكون المعاقل والحصونا
شباب لم تحطمه الليالي...... ولم يسلم إلى الخصم العرينا
وإن جن المساء فلا تراهم...... من الإشفاق إلا ساجدينا
كذلك أخرج الإسلام قومي...... شبابا مخلصاً حراً أمينا
تعهدهم فأنبتهم نباتًا كريما طاب في الدنيا غصونا
إن مرحلة الشباب مرحلة حاسمة فى حياة الإنسان لها أهميتها ولها خطرها
وحين ينشأ الشاب فى رحاب القرآن ويحيا تحت ظلال الإيمان فإن جزاءه يوم القيامة أن ينعم بظل الرحمن، قال ﷺ ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ) الخ الحديث (١).
وهنيئاً لشاب حافظ على شبابه وصرفه في طاعه ربه، سيما فى مجتمعات شاعت فيها الفتن، فتن الشبهات، وفتن الشهوات، فترى الأديان المحرفة والرايات الزائفة، وتجد من يشوه الحقائق ويزخرف الأباطيل، وينشر الفساد والانحلال.
(١) - رواه البخاري في صحيحi بسنده عن أبى هريرة ك الأذان باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة وفضل المساجد ح ٦٦٠، ورواه مسلم فى صحيحه عنه ك الزكاة باب فضل إخفاء الصدقة ج ٩١.


الصفحة التالية
Icon