إن نحن قلنا بمقالتهم الباطلة فقد انحرفنا عن المنهج القويم ونكبنا عن الصراط المستقيم، والشطط هو مجاوزة الحد والانحراف عن الجادة والبعد عن الحق ومنه شطت الدار إذا بعدت
بيان بطلان عقائد الشرك
(هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾(
بعد أن أعلنوا عقيدة التوحيد أعلنوا البراء من عقائد الشرك فأنكروا ما كان عليه قومهم من ضلال، حيث ادعوا لله شركاء.
(لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّن (ٍ فالدعاوى لا بد لها من بينات، وينبغي على كل من جاء برأي أو قول لا أصل له ولا برهان له به أن يأتي بالدليل إثباتا لما ادعاه وإلا فهو مُدّعٍ.
قال الرازي :" فثبت أن الاستدلال بعدم الدليل على عدم المدلول طريقة قوية " (١).
وقال صاحب روح البيان :" وفيه دليل على أن ما لا دليل عليه من الديانات مردود، والآية إنكار وتعجيز وتبكيت لأن الإتيان بالسلطان على عبادة الأوثان محال " (٢).
( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾(
أي ليس هناك أظلم ممن افترى على الله عز وجل وهو الذي خلقه ورزقه.
فالشرك بالله أعظم وأشنع أنواع الظلم، قال الله تعالى: "إن الشرك لظلم عظيم". (٣)

(١) - التفسير الكبير للرازي ٢١ / ٩٨
(٢) - روح البيان للبروسوي ٥ / ٢٢٣
(٣) - لقمان: ١٣


الصفحة التالية
Icon