وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي - ﷺ - قال: (قال الله تعالى " كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذبيه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا". (١).
فائدة : في مدارسة العقيدة، وعرضها على العقول تقريرا لها وتذكيرا بها وتوصية بالثبات عليها، فضلا عن تجديد الإيمان وزيادته، وهي من التواصي بالحق، وتثبيته في النفوس، وترسيخه في القلوب، وفي قصص الأنبياء والصالحين من الصفحات المضيئة والمواقف الرائعة والعبر والعظات ما يثبت الفؤاد ويرطب الأكباد ويربط على القلوب برباط الإيمان.
طريق النجاة
(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ﴿١٦﴾(
بعد تقريرهم لعقيدة التوحيد وإبطالهم لعقيدة الشرك وبراءتهم من الكفر وأهله بينوا واجبهم الذي يتحتم عليهم فعله وهو اعتزال قومهم وما يعبدونه من دون الله والبراء من شركهم، فما في قوله تعالى ( وَمَا يَعْبُدُونَ ) موصولة أو مصدرية، والمعنى : اعتزلتم عبادتهم أو اعتزلتم معبوداتهم من دون الله.
(فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ (
أي امكثوا فيه مدة، واجعلوه مأوى لكم إلى أن يقضي الله أمرا، واللام في (الكهف) تدل على العهد الذهني أي الكهف الذي يتبادر إلى أذهانهم لذا قالوا (إلى الكهف) ولم يقولوا : إلى كهف والذي يبدو لي أن هذا الكهف كان معروفا لهم إما لشهرته وإما لأنهم مروا به في تريضهم وسياحتهم والله أعلم.
(يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته (