أي يبالغ في الحذر والحيطة، والتخفي أو يتلطف في الشراء فلا يتعنت مع البائع أو يبخسه حقه أو يتلطف مع البائع فلا يغبنه، قال النسفي :"وليتكلف اللطف فيما يباشره من أمر المبايعة حتى لا يغبن أو في أمر التخفي حتى لا يعرف " (١)
(إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾ }
أي لو عرفوا مكانكم وتمكنوا منكم فلن تسلموا منهم، وفي هذا ما يدل على أنهم كانوا مهددين مطاردين، بعد أن أمهلهم الملك بالعودة إلى دينه، ففروا بدينهم وقد أرخى الليل سدوله ثم وصلوا إلى الكهف.
( يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ ) بناء على ما توعدكم به إن لم ترجعوا إلى دينهم فإما الرجم حتى الموت وإما البقاء مع العود إلى ملتهم وفي هذا من الخسران ما فيه.
(وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) قال البقاعي رحمه الله :"أي إذا عدتم فيها مطمئنين بها ؛ لأنكم وإن أكرهتم ربما استدرجكم الشيطان بذلك إلى الإجابة حقيقة ". (٢)
وقال الرازي رحمه الله :"فإن قيل أليس أنهم لو أكرهوا على الكفر لم يكن عليهم مضرة فكيف قالوا (وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) قلنا يحتمل أن يكون المراد أنهم لو ردوا هؤلاء المسلمين إلى الكفر على سبيل الإكراه بقوا مظهرين لهذا الكفر مدة فإنه يميل قلبهم إلى ذلك الكفر ويصيرون كافرين في الحقيقة، فهذا الاحتمال قائم فكان خوفهم منه والله أعلم ". (٣)
(٢) - نظم الدرر ٤ /٤٥٨
(٣) - التفسير الكبير ٢١ / ١٠٢، ١٠٣