قال الإمام ابن كثير رحمه الله حكي في القائلين ذلك قولان أحدهما أنهم المسلمون منهم، والثاني أنهم المشركون، و الظاهر أنهم أصحاب النفوذ، ولكن هل هم محمودون أم لا ؟ فيه نظر ؛لأن النبي - ﷺ - قال لَعْنَ اللّهُ الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ. اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ" (١) انتهى كلامه رحمه الله
ولقد تعقب هذا الكلام الإمام القاسمي رحمه الله فقال في المحاسن " وعجيب من تردده في كونهم غير محمودين، مع إيراده الحديث الصحيح بعده المسجل بلعن فاعل ذلك، وهو أعظم ما عنون به على الغضب الإلهي والمقت الرباني والسبب في ذلك أن البناء على قبر النبي أو الولي مدعاة للإقبال عليه والتضرع إليه ؛ ففيه فتح لباب الشرك وتوسل إليه بأقرب وسيلة، وهل أصل عبادة الأصنام إلا ذلك ؟ كما قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيره لقوله تعالى (َوقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ﴿٢٣﴾ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا ضَلالًا ﴿٢٤﴾( (٢)
(٢) - سورة نوح