(وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْء إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ﴿٢٣﴾ إِلا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا ﴿٢٤﴾(
نهاه عز وجل أن يقطع بشيء أو يعزم على فعل دون أن يستثني فيقول إن شاء الله ذلك أنه - ﷺ - لما سألوه عن الأسئلة الثلاثة وعد أن يجيبهم في الغد ثقة بمجيء أمين الوحي جبريل بالجواب الكافي من عند الله تعالى ولم يقل - ﷺ - إن شاء الله فلبث الوحي مدة لا ينزل، حتى ظن المشركون وأشاعوا أنه هجره، وإنما كان ذلك درسا له - ﷺ - أن يربط كل ما هو متوقع الحصول بمشية الله تعالى، لما في ذلك من تفويض الأمر إلى علام الغيوب والتماس التوفيق والسداد، والبركة والتيسير منه تعالى.
قال ابن عطية :"أي عسى أن يرشدني فيما أستقبل من أمري وهذه الآية مخاطبة للنبي ﷺ وهي بعد تعم أمته " (١)

(١) - المحرر الوجيز ٣ / ٥٠٨


الصفحة التالية
Icon