(وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٧﴾(
أي واقرأ عليهم ما أوحى الله إليك فهو الحق والصدق والهدى والرشاد، واتبع هذا الوحي الإلهي فهو الحق الواضح الذي لا تبديل فيه ولا تغيير فقصصه الحق وأمثاله الصدق ووعده وكل ما فيه من أخبار لا مبدل لها، كما أنه لا مبدل لسننه عز وجل في عباده والتي من بينها نصرته لأوليائه وسنة التداول، تداول العصور وانقضاء العهود وهلاك الظالمين مهما طال بهم الزمان واضمحلال دولتهم مهما علت، وقصة أصحاب الكهف دليل على ذلك حيث نجى الله هؤلاء الفتية من بطش قومهم وجعلهم آية باهرة وحجة ظاهرة على إمكانية البعث بالروح والجسد.
ومن خلال القصة أيضا نتعلم أن لا ملجأ لنا ولا ملاذ ولا عاصم إلا الله.
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاة الدُّنْيَا ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾(
لما تبين لنا من قصة أصحاب الكهف كيف اجتمعوا على طاعة الله وتعانقت قلوبهم على الحب في الله وتآلفت أرواحهم على الإيمان بالله واجتمعت كلمتهم على نصرة دين الله دعا المولى عز وجل رسوله الكريم - ﷺ - أن يصبر نفسه مع أولياء الله المريدين لوجهه والمبتغين لفضله فلا ينصرف عنهم لفقرهم أو لضعفهم، فهم بالإيمان أغنى وأقوى وأكرم من غيرهم
وبمناسبة قوله تعالى (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاة الدُّنْيَا ولا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴿٢٨﴾(