الآية (٣٢) من سورة آل عمران قوله تعالى :( فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ).
قال المصنف :( نفي المحبة كناية عن البغض والسخط )(١).
قلت : رحم الله المؤلف فقد ذكر عبارة توهم خلاف المقصود لأن (الكناية ) من مصطلحات المجازيين المؤولين مع أن هذه الآية ليس فيها كناية.
قال ابن جرير في تفسير هذه الآية :( قل يا محمد لهؤلاء الوفد من نصارى نجران أطيعوا الله والرسول محمدا... فإن تولوا فاستدبروا عما دعوتهم إليه من ذلك وأعرضوا عنه فأعلمهم أن الله لا يحب من كفر فجحد ما عرف من الحق وأنكر بعد علمه... )(٢)، ولعل مراد المفسر رحمه الله أن الله تعالى إذ لم يحبهم يلزم ذلك أنه يبغضهم ويسخطهم.
*المثال السادس :
الآية ( ١٦٩) من سورة آل عمران قال تعالى :( بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ).
فسر المؤلف(٣) العندية بالكرامة وهذا فيه نظر لأنه يتضمن إبطال صفة العلو.
قال ابن جرير :( الذين قتلوا بأحد من أصحاب رسول الله ﷺ ( أمواتا ) يقول : ولا تحسبنهم يا محمد أمواتا لا يحسون شيئا ولا يلتذون ولا يتنعمون فإنهم أحياء عندي متنعمون في رزقي فرحون مسرورون بما آتيتهم من كرامتي... )(٤).
ولفظ ( عند ربهم ) يقتضي علو درجتهم وقربهم من ربهم(٥).
*المثال السابع:
الآية ( ١٥) من سورة المائدة قوله تعالى :( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ).

(١) فتح القدير ( ١/٣٣٣ )
(٢) تفسير ابن جرير ( ٣/٢٣٣ )
(٣) فتح القدير ( ١/٣٩٩ )
(٤) تفسير ابن جرير ( ٣/٥١٣ )
(٥) تفسير ابن سعدي ( ٤٥٥١ )


الصفحة التالية
Icon