قلت : لا شك أن الله فوق عباده بالقهر والغلبة عليهم فلا يتصرف منهم متصرف ولا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن إلا بمشيئته سبحانه وتعالى فهو المستحق وحده للخضوع والذل.
ولكن المصنف رحمه الله تعالى نفى علو الله على خلقه وهذا مخالف لما تظافرت على إثباته النصوص من الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.
قال ابن جرير في تفسير هذه الآية :( والله الظاهر فوق عباده يعني بقوله ( القاهر ) المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم )(١).
*المثال التاسع:
الآية (١٥٨) من سورة الأنعام قوله تعالى :( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ ).
قال المؤلف :( - ( أو يأتي ربك ) يا محمد كما اقترحوا بقولهم ( لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ) وقيل : معناه أو يأتي ربك بإهلاكهم وقيل المعنى : أو يأتي كل آيات ربك بدليل قوله ( أو يأتي بعض آيات ربك ) وقيل هو من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله وقد جاء في القرآن حذف المضاف كثيرا كقوله ( واسأل القرية ) وقوله ( واشربوا في قلوبهم العجل ) أي حب العجل، وقيل إتيان الله مجيئه يوم القيامة لفصل القضاء بين خلقه كقوله ( وجاء ربك والملك صفا صفا )- )(٢)

(١) تفسير ابن جرير ( ٥/١٦١ )
(٢) فتح القدير ( ٢/١٨١ )، وانظر أيضاً ( ١/٢١٠ )


الصفحة التالية
Icon