وكذا صعود الباقيات الصالحات إليه من أعمال ذي الإيمان
وكذا صعود تصديق من طيب أيضا إليه عند كل أوان (١).
*المثال الثالث عشر :
الآية (١) من سورة الملك قوله تعالى :( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ... ).
قال المؤلف :( اليد مجاز عن القدرة والاستيلاء )(٢).
قلت : غفر الله للمؤلف فهذا تعطيل واضح وعدول عن ظاهر اللفظ وخلاف لما فهمه السلف.
قال ابن جرير: ( الذي بيده الملك : بيده ملك الدنيا و الآخرة وسلطانهما، نافذ فيهما أمره وقضاؤه)(٣).
فلا ينبغي تغيير صفة بأخرى لأن القدرة غير اليد، و الأدلة على تغايرهما كثيرة جداً من القران والسنة واللغة، ومن القواعد المقررة والمتفق عليها بين سلف الأمة و أئمتها الإيمان بأسماء الله وصفاته و أحكام الصفات.
*المثال الرابع عشر :
الآية (١٦) من سورة الملك قوله تعالى: ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ).
قال المؤلف :( قدرته وسلطانه وعرشه وملائكته )(٤).
قلت : غفر الله للمؤلف فقد عطل صفة العلو لله وعدل عن ظاهر اللفظ.
ثم حمله على القدرة والسلطان ينافي سياق هذه الآية من ناحية اللغة لان كلمة ( من ) لذوي العقول والقدرة والسلطان والملك ليس من ذوي العقول فلو كان المراد القدرة والملك لكان المناسب أن يقول :(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ) بدلا من ( من ).
(١) النونية مع شرحها ( ١/٢١٦ )
(٢) فتح القدير ( ٥/٢٥٨ )
(٣) تفسير ابن جرير ( ١٢/١٦٤ )
(٤) فتح القدير ( ٥/٢٦٢ )


الصفحة التالية
Icon