جاء في تفسير فتح القدير للإمام المجتهد العلامة قاضي قضاة القطر اليماني محمد بن علي بن محمد الشوكاني تأويل بعض الصفات على خلاف الظاهر وعلى خلاف منهج السلف وإليك الأمثلة على ذلك:
*المثال الأول :
الآية رقم (٧) من سورة الفاتحة، قول الله تعالى :( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ )
فقد فسر الغضب (١) بلازم معناها وأثرها وهي العقوبة وهذا تعطيل لهذه الصفة قال الإمام أبو حنيفة :( ولا يقال غضبه عقوبته ورضاه ثوابه )(٢) وقال ابن جرير في تفسير هذه الآية: ( من أجل أن من أنعم الله عليه فهداه لدينه الحق، فقد سلم من غضب ربه... )(٣).
*المثال الثاني :
الآية (١٥) من سورة البقرة قوله تعالى: ( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ).
فقد ذكر الشوكاني أن استهزاء الله بالمنافقين على سبيل المشاكلة(٤) وهذا فيه نظر فإن معنى ذلك نفي صفة استهزاء الله بالمنافقين والصواب إثبات صفة استهزاء الله بالمنافقين على ما يليق به وليس كاستهزاء المخلوقين ومن صور هذا الاستهزاء أنه تعالى يمد الظالم في ظلمه وفي طغيانه ويعطيه ما يشتهيه حتى يرد بعد ذلك إلى ما لم يكن يحتسب من الله، ومن استهزائه بهم أن زين لهم ما كانوا فيه من الشقاء والأحوال الخبيثة حتى ظنوا أنهم مع المؤمنين لما لم يسلط الله المؤمنين عليهم ومن استهزائه بهم يوم القيامة أن يعطيهم مع المؤمنين نورا ظاهرا فإذا مشى المؤمنون بنورهم طفئ نور المنافقين وبقوا في الظلمة بعد النور متحيرين(٥).
*المثال الثالث:
الآية (٢٦) من سورة البقرة قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ).

(١) فتح القدير ( ١/٢٤ )
(٢) الفقه الأبسط ص (٥٦ )
(٣) تفسير ابن جرير ( ١/١٠٨ )
(٤) فتح القدير ( ١/٤٤ )
(٥) انظر : تفسير ابن جرير ( ١/٢١٤ )


الصفحة التالية
Icon