والعجيب أنّ فرعون استعمل هذه الخديعة قبل بدء المباراة، تحريضا منه لحشد كلّ جهد مستطاع’’قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى، فلنأتينك بسحر مثله‘‘(١). ورددها الملأ من بعده، يريدون الاحتيال على الجماهير،’’قال الملأ من قوم فرعون إنّ هذا لساحر عليم، يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون‘‘(٢). وقالها السحرة بعد أن تنازعوا أمرهم بينهم قبل بدء المباراة:’’قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما‘‘(٣). ثمّ يعود إليها فرعون بعد أن قُهر وغُلب يحتال بها على النّاس ويخدعهم، مُتَّهما السحرة بالإنضمام إلى المؤامرة بعد إعلانهم الإيمان،’’قال فرعون إنّ هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون‘‘(٤)، وكأنّهم تواطؤا جميعا عليها بعد أن ابتدعها فرعون، لما لهذه الخديعة من أثر في النّفوس.

(١) طه: ٥٧-٥٨].
(٢) الأعراف: ١٠٩-١١٠].
(٣) طه: ٦٢].
(٤) الأعراف: ١٢٣].


الصفحة التالية
Icon