إنّنا ما زلنا نعاني من تلك النّزعة التي تظهر بين حين وآخر حيث تخرج علينا شخصيات مريضة تشعر بالتفوّق والفوقية، ويقوم الإعلام المُوجَّه بالتعبير عن مكنونات تلك النّفس الخبيثة المترفعة…فلولاه-كما يُقال-لما تقدّم البلد أو القطر أو المملكة أو الجمهورية، ولولاه لما كانت المدارس والجامعات والمعاهد والمصانع…وهو مع هذا كلّه عبقري لا يُراجع له قرار، فلقد جاد الزمان به!وهو الرياضي الأول والعسكري والملهم…والنّاس ينادونه بصاحب الجلالة أو صاحب العظمة…وهو مولى النعمة وجالب الخير…وأقواله تشريع وأفعاله سنن!يعني تماما أنّه رب أو إله يعبد!
الفصل الثاني: الأسباب التي أدت إلى تكوّن شخصية فرعون
المبحث الأول: الكفر
المبحث الثاني: المحافظة على المكتسبات الخاصة
المبحث الثالث: فسق الأغلبية ومشاركة الفئات المستفيدة لفرعون ومساندتهم له
الفصل الثاني
الأسباب التي أدت إلى تكوّن شخصية فرعون
(السبب-لغة-كلّ شيء يتوصل به إلى غيره، والجمع أسباب. وكلّ شيء يتوصل به إلى الشيء فهو سبب)(١)، واصطلاحا:(ما يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم لذاته)(٢).

(١) لسان العرب، مادة: سبب(١/٤٥٨)وانظر: مختار الصحاح، مادة: سبب(١١٩).
(٢) البهوتي: منصور بن يونس بن إدريس، كشاف القناع عن متن الإقناع، ٦أجزاء، تحقيق: هلال مصيلحي مصطفى هلال، دار الفكر، بيروت، ١٤٠٢هـ.(٤/٤٠٤) وانظر: السبكي: علي بن عبد الكافي،(ت٧٥٦)، الإبهاج في شرح المنهاج على منهاج الوصول إلى علم الأصول للبيضاوي، جزءان، ط١، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠٤هـ.(١/٢٠٦)والنفراوي: أحمد بن غنيم بن سالم المالكي،(ت١١٢٥)، الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني، جزءان، ،دار الفكر، بيروت، ١٤١٥هـ.(١/١١٤).


الصفحة التالية
Icon