(الكفر نقيض الإيمان، وكفر بالله يكفر كفرا وكفورا وكفرانا. ويقال لأهل دار الحرب: قد كفروا أي عصوا وامتنعوا. والكفر كفر النعمة وهو نقيض الشكر، والكفر جحود النعمة وهو ضد الشكر، وقوله تعالى:’’إنّا بكل كافرون‘‘(١)أي جاحدون. وكفر نعمة الله يكفرها كفورا و كفرانا، وكفر بها جحدها وسترها. وكافره حقه جحده، ورجل مُكفر مجحود النعمة مع إحسانه. ورجل كافر جاحد لأنعم الله مشتق من الستر، وقيل: لأنه مغطى على قلبه)(٢). والكفر(تغطية ما حقه الإظهار، والكفران ستر نعمة المنعم بترك أداء شكرها، وأعظم الكفر جحود الوحدانية أو النبوة أو الشريعة، والكفران في جحود النعمة أكثر استعمالا، والكفر في الدين أكثر)(٣)، و(الكافر الليل المظلم لأنّه ستر بظلمته كلّ شيء. وكلّ شيء غطى شيئا فقد كفره، ومنه سمي الكافر لأنّه يستر نعم الله عليه، والكافر الزارع لأنّه يغطي البذر بالتراب و الكفار الزراع)(٤).
(قال بعض أهل العلم: الكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار بأن لا يعرف الله أصلا ولا يعترف به، وكفر جحود، وكفر معاندة، وكفر نفاق، من لقي ربه بشيء من ذلك لم يغفر له ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فأمّا كفر الإنكار فهو أن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من التوحيد… وأمّا كفر الجحود فأن يعترف بقلبه ولا يقر بلسانه فهو كافر جاحد… وأمّا كفر المعاندة فهو أن يعرف الله بقلبه ويقر بلسانه ولا يدين به حسدا وبغيا… وأمّا كفر النّفاق فأن يقر بلسانه ويكفر بقلبه ولا يعتقد بقلبه)(٥).

(١) القصص: ٤٨].
(٢) لسان العرب، مادة: كفر (٥/١٤٤).
(٣) التعاريف(١/٦٠٦).
(٤) مختار الصحاح، مادة: كفر(٢٣٩).
(٥) لسان العرب، مادة: كفر(٥/١٤٤)مع بعض التصرف.


الصفحة التالية
Icon