وفي الشرع: الكفر(إنكار ما علم بالضرورة مجيء الرسول ﷺ به، مما أشتهر حتى عرفه الخواص والعوام)(١)، ويمكننا أن نعرفه إصطلاحا: على أنّه(ستر الحق بالجحود)(٢). وهذا يشمل كل من كفر بأيّ حق، سواء كانت نبوة محمد ﷺ أم نبوة غيره من الأنبياء عليهم السلام، كما جحد فرعون نبوة موسى عليه السلام.
والكفر رأس كلّ خطيئة وأساس كلّ مفسدة، فليس بعد الكفر ذنب؛فالكفر ظلم،’’والكافرون هم الظالمون‘‘(٣).(أي ولا ظالم أظلم ممن وافى الله يومئذ كافرا)(٤)، لأنّهم(الواضعون جحودهم في غير موضعه، والفاعلون غير ما لهم فعله، والقائلون ما ليس لهم قوله)(٥).
والكفر ظلمة وسراب، مُنبتٌ لا أصل له، يقول تعالى:’’والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة، يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ووجد الله عنده فوفاه حسابه. والله سريع الحساب. أو كظلمات في بحر لجي، يغشاه موج من فوقه موج، من فوقه سحاب. ظلمات بعضها فوق بعض، إذا أخرج يده لم يكد يراها. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور‘‘(٦).(فالكفر ظلمة منقطعة عن نور الله الفائض في الكون. وضلال لا يرى فيه القلب أقرب علامات الهدى. ومخافة لا أمن فيها ولا قرار…ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور)(٧).

(١) روح المعاني(١/١٢٧)وانظر: تفسير البيضاوي(١/١٣٧).
(٢) تفسير النسفي(١/١٤).
(٣) البقرة: ٢٥٤].
(٤) تفسير ابن كثير(١/٣٠٥).
(٥) تفسير الطبري(٣/٤).
(٦) النّور: ٣٩-٤٠].
(٧) في ظلال القرآن(٦/١٠٨)مع بعض التصرف.


الصفحة التالية
Icon