ثمّ لمّا تطاول الزمن وبنو إسرائيل تحت هذا البلاء، وأسرف في قتلهم وكاد يفنيهم،(قيل له: أفنيت الناس وقطعت النسل، وإنهم خولك(١)وعمّالك. فأمر أن يقتل الغلمان عاما ويستحيوا عاما، فولد هارون في السنة التي يُستحيا فيها الغلمان، وولد موسى في السنة التي فيها يقتلون)(٢)؛فأوحى الله إلى أُمّ موسى أن تقذفه في التابوت ثمّ تُلقيه في اليمّ، يقول تعالى:’’وأوحينا إلى أُمّ موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ، ولا تخافي ولا تحزني إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين‘‘(٣)، وكان قدر الله أن يلتقطه آل فرعون، ثمّ يُحمل الوليد الصغير إلى القصور الفرعونية ليكون لهم عدوا وحزنا. فلمّا رأته امرأة فرعون طلبت أن تستبقيه عسى أن ينفعها أو يتخذوه ولدا وهم لا يشعرون، فقد ألقى الله على موسى محبة منه.
(٢) الطبري: أبو جعفر، محمد بن جرير بن يزيد بن خالد،(٢٢٤-٣١٠هـ)، تاريخ الأمم والملوك، ٥أجزاء، ط١، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠٧هـ.(١/٢٣٢)، وسأشير إليه لاحقا هكذا(تاريخ الطبري).
(٣) القصص: ٧].