إنّ أيّ خلل في العقيدة له آثار سلبية، ومثال ذلك ما حصل لبني إسرائيل حين اعتقدوا أنّهم لن يُعذّبوا في النار إلاّ أياما معدودات،’’ذلك بأنهم قالوا: لن تمسنا النّار إلا أياما معدودات وغرّهم في دينهم ما كانوا يفترون‘‘(١)أي(بما كانوا يختلقون من الأكاذيب والأباطيل في ادعائهم أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأنّ الله قد وعد أباهم يعقوب أن لا يدخل أحدا من ولده النّار إلا تحلة القسم)(٢)، فحملهم ذلك التصور الأخرق على ارتكاب المعاصي، وجرَّأهم على مخالفة الحق حتى صاروا مثلا للمنحرفين والفاسقين، وأدى ذلك بهم إلى تحريف كتب الله وقتل الأنبياء…فكيف إذا علمنا أنّ كفر فرعون أغلظ من كفرهم وأسوأ؟!
من هنا ندرك خطورة ما تقوم به الجاهلية اليوم من إبعاد النّاس عن دينهم سواء كان هذا الإبعاد بإنكار الخالق كما في الفكر الشيوعي، أو بإهمال القضية الغيبية وحصرها في زاوية محدودة، وذلك بفصل الدّين عن الحياة كما في العلمانية، أو بِحَثِّ النّاس على عدم احترام الدّين وجعله صورة باهتةً لا أثر له في واقع حياتهم…لأنّ هذا الإقصاء للدّين هو السبب وراء انتشار الجرائم الكبرى التي تمارسها السلطات الحاكمة، والجرائم الصغرى التي يمارسها العالم السفلي!فهناك الرشوة والمحسوبية والصفقات المشبوهة والمخدرات والسرقة والغش والاحتكار…وكلّ ذلك آثار المرض، أمّا سبب المرض فهي ضعف الإيمان أو انعدامه في القلوب.
الكفر عارض والإيمان أصيل

(١) آل عمران: ٢٤].
(٢) تفسير الطبري(٣/٢١٩).


الصفحة التالية
Icon