إنّ حب الزعامة من موانع الإيمان عند الطواغيت؛فالذي منع أبو جهل عن الإيمان هو حب الزعامة، يقول تعالى:’’وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم‘‘(١)،(فالرسول المخصوص بكرامة النبوة فتنة لأشراف النّاس من الكفار)(٢)؛ذلك أنّهم امتنعوا عن الإيمان بسبب حبهم للزعامة والرياسة.
من هنا ندرك سببا مهما من أسباب ظهور هذه الشخصية الطاغوتية ألا وهو حب الرياسة والظهور والتسلط؛ذلك المرض الذي يتجاوب مع مكنونات نفس فرعون وشعوره بالفوقية والعلو والترفع، وحب التفرد والاستبداد والاستئثار بمعنى أن تخلص له الزعامة والريادة.
ومع هذا نستطيع القول أنّ حب الظهور يجلب على صاحبه همّا دائما، فهو باستمرار يراقب ما يقوله النّاس عنه، ويحاول باستمرار أن يجلب إعجابهم به، وتلك غفلة منه عن الحقائق. فماذا يستفيد الإنسان حين يمدحه الآخرون؟أليس في هذا حمق وسفه لمن يسعى لتلك الغاية؟!

(١) الزخرف: ٣١].
(٢) تفسير القرطبي(١٣/١٨).


الصفحة التالية
Icon