ومن مظاهر مشاركتهم ومساندتهم لفرعون ترديدهم لكلامه وتبنِّيهم لمواقفه وسيرهم على نهجه، فهم مستقرون حول فرعون-في مشهد يوحي بمدى قربهم منه وملاصقتهم له-يستمعون لخطابه في معرض ردّه على موسى عليه السلام، حيث يقول لهم:’’إنّ هذا لساحر عليم، يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون‘‘(١)، وقصد-لعنه الله-تنفيرهم عن موسى عليه السلام بتذكيرهم بسلطانهم وملكهم المهدد على يديه، من خلال نسبة الإخراج من الأرض إليهم(٢). إنّه يُحرِّضهم ويُحرِّضونه-كما سيأتي قريبا-، فكأنّهم تواصوا به، فيوصي بعضهم بعضا، فالمشاعر متجانسة والمصالح متشابكة وهم في سلة واحدة، فمصيرهم واحد، وجميعهم من موسى حذرون!

(١) الشعراء: ٣٤-٣٥].
(٢) انظر: تفسير البيضاوي(٤/٢٣٧)وتفسير أبي السعود(٦/٢٤١).


الصفحة التالية
Icon