وهنا لا بد من الإشارة أنّ كتب التاريخ مليئة بالإسرائيليات والأخبار غير المعقولة، ولهذا أعرضت عن الخوض في تاريخ الفراعنة، وهذا ينسجم مع إراض القرآن الكريم عن تلك القضية، فالمهم هو أخذ العبرة من الحدث وليس السرد التاريخي الخالي من العبرة، بالإضافة إلى أنّ بحثي هذا دراسة موضوعية من القرآن فلا داعي للخروج عن هذا النسق.
المبحث الثاني
لمحة موجزة عن فرعون
ينتسب فرعون إلى(الأسر التي حكمت مصر منذ(٣١٠٠) قبل الميلاد وحتى السيطرة الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد، وكلمة’’فرعون‘‘قد تعني النبيل أو الشريف أو السامي.
تميّز فرعون مصر بسيطرة مطلقة وحرية تصرف كاملة في كل ما يتعلق بأمور الدولة، كما كان قائدا أعلى للجيش، وتمادى بعض الفراعنة فادّعوا الألوهية.
كان فرعون مصر-في ذلك الحين-مالكا لكل الأرض المصرية ومستعمرات الدولة بمن فيها وما عليها، وكثيرا ما كانت سلطة فرعون الدكتاتورية تؤجج ثورات داخلية قصيرة العمر ما تلبث أن تقمع بشدة وحزم)(١).