لقد تحدث القرآن طويلا عن تلك البطانة السيئة ودورها في ردّ الحق ومحاربته، فهم من تصدُّوا لنوح عليه السلام، واتهموه بالضلال، يقول تعالى حكاية لقولهم’’وقال الملأ من قومه إنّا لنراك في ضلال مبين‘‘(١)، وذلك(حين دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له)(٢)، وهم الذين اتهموا هودا عليه السلام بالسفاهة والكذب، حين قالوا:’’إنّا لنراك في سفاهة وإنّا لنظنّك من الكاذبين‘‘(٣)، أي(في حماقة وخفة عقل)(٤)، وهم الذين هدّدوا شعيبا عليه السلام بالإخراج حين قالوا:’’لنخرجنّك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودنّ في ملتنا‘‘(٥)، أي(لترجعن أنت وهم في ديننا وما نحن عليه)(٦)، لأنّهم المتضررين الوحيدين من الدين الجديد.. وهكذا هي أدوارهم وما زالت، فتراهم يحملون حملة خبيثة لئيمة على حملة الحق والهدى، ويرفعون شعارات متعددة للتّخفي وراءها.

(١) الأعراف: ٦٠].
(٢) تفسير الطبري(٨/٢١٣).
(٣) الأعراف: ٦٦].
(٤) تفسير القرطبي(٧/٢٣٦).
(٥) الأعراف: ٨٨].
(٦) ٥٤٦تفسير الطبري(٩/١).


الصفحة التالية
Icon